شبخ المشاغبين روجيه جارودي

شيخ مشاغبي العصر وإمامهم كما وصفه المفكر الإسلامي فهمي هويدي.
فقد ظل يحارب الصهيونية ولم ترهبه الهجمات الوحشية من الإعلام الغربي المدعوم بالصهيونية ولايزال يصر على أن مهمة المفكر هي تحطيم الأصنام والأساطير والأغلال الذي يرزح تحتها العالم الآن ومنها الخرافات التي صاغت الدولة اليهودية في إسرائيل. وهو صاحب كتاب (الأساطير المؤسسة لدولة إسرائيل). الذي قدمه للمحاكمة والسجن مع إيقاف التنفيذ. وأخر عطائه الفكري (أمريكا طليقة الانحطاط). انه الصرخة النقية في زمن الأقنعة الزائفة.
هو المفكر الفرنسي المسلم روجيه جارودي أو رجاء غارودي الذي صدر له مؤخرًا كتاب الإرهاب الغربي عن دار الأمة الجزائرية بعد أن رفضت كل دور النشر الفرنسية طباعته خوفًا من اللوبي اليهودي في فرنسا.

أكبر تحول في حياة جارودي كان تحوله للإسلام، لقد تعرف على الإسلام مبكرًا جدًا.
وهو يقل في أحد الحوارات التي أجريت معه: لقد عشت في بداية الحرب العالمية الثانية تجربة فريدة من نوعها، لأن قوات الاحتلال الألماني قبضت على المجموعة الأولى للمقاومة الفرنسية حين سقطت باريس، وصدر الأمر بنقلها إلى معسكر (الجلفة) في جنوب الجزائر، وكنت أحد أفراد هذه المجموعة، فدعوت رفاقي إلى تمرد في السجن، وفي مارس من سنة 1941م، دعوت نحو خمسمائة منهم إلى التظاهر لتأكيد اعتراضنا على السياسة النازية. وبعد ثلاثة إنذارات من قائد المعسكر. أصدر أوامره للجنود بإطلاق النار علينا ففوجئنا برفض الجنود ذلك حتى بعد تهديدهم بالسياط. ولم أفهم للوهلة الأولى سبب رفضهم، ثم عرفت أن هؤلاء الجنود كانوا من الجزائريين المسلمين، الذين يرون أن شرف وأخلاق المحارب المسلم تقتضي ألا يطلق النار على إنسان أعزل.
ويضيف جارودي: لقد صوروا لنا المسلم على أنه متوحش همجي، فإذا بي أمام منظومة قيم متكاملة لها اعتبارها لقد علمني هذا الموقف، واستفدت منه أكثر من استفادتي عشر سنوات بالسوربون.
وعندما أطلق سراحي، بقيت في الجزائر مدة عام، وخلاله التقيت برجل عظيم، كان له أكبر الأثر في نفسي - هو الزعيم الإسلامي الشيخ البشير الإبراهيمي، رئيس رابطة العلماء المسلمين الجزائريين - وقد قمت بزيارته، بصحبة عمّار أوزيجان صاحب كتاب: الجهاد الأفضل، وفي مقر الشيخ الإبراهيمي لاحظت صورة كبيرة لرجل مهيب. ولأول مرة أتعرف على صاحبها، عندما شرح لي الشيخ البشير جوانب من حياة الأمير عبد القادر الجزائري - عدو فرنسا - كبطل محارب وعابد ناسك؛ بل كواحد من أعظم أبطال القرن التاسع عشر، ويعتبر هذا الدرس من الشيخ الإبراهيمي - بالنسبة لي - المرة الثانية التي ألتقي فيها بالإسلام.
وجدت المنطق في الإسلام.
نعم فقد وجدت في الإسلام مبتغاي ومقصدي فكرة (المنطق) ففي الإسلام تجد العلاقة بين الله الخالق وبين المخلوق الإنسان علاقة مباشرة بلا وسيط بينهما، ليس كما هو الحال في الكنيسة في المسيحية أو علاقة مباشرة انفصالية كما هو الواقع في القانون الروحاني حيث الإنسان هو سيد الكون.

المحاكمة الأولى والبراءة.
لأن المبادئ لا تتجزأ، فقد أعلنت موقفي صريحًا مدويًا برفضي الحاسم للاجتياح الإسرائيلي لجنوب لبنان في صيف 1982م على صفحة كاملة بصحيفة اللوموند الفرنسية اشتريتها لحسابي الخاص من 17 يونيو 1982 موجهًا نقدًا لاذعًا لإسرائيل والصهيونية لإقدامها على اجتياح لبنان لتغذي غرور الغطرسة والهوس المزمن الذي تزكية أمريكا، وكانت هذه المقالة بمثابة الطلقة الأولى التي خرجت من حنجرتي لتعلن بداية حرب ضروس ضدي.

ثمن هدم خرافات إسرائيل.
1990م صدر قانون جديد باسم (فابيوس جاسبو) لمحاكمة كل من يحاول إنكار المحارق النازية لليهود في ألمانيا وهكذا وجدت طريقي إلى المحاكمة الثانية عام 1998م من باريس بسبب آرائي في كتاب (الأساطير المؤسسة للسياسة الإسرائيلية) حيث رصدت بداخله خرافة أسطورة حرق 6 ملايين يهودي في أفران هتلر فكيف يحدث حرق 6 ملايين يهودي وعدد اليهود في أوربا كلها لم يكن يتجاوز آنذاك 3.5 مليون يهودي، وهكذا نكتشف خرافة الأسطورة، في حين أن هتلر قتل من الروس والشيوعيين أكثر مما قتل من اليهود، واسجل هنا أنني ضد قتل فرد واحد بسبب دينه أو رأيه أو فكره، وقد انتهت المحاكمة هذه إلى الحكم على بالسجن لمدة 9 شهور مع إيقاف التنفيذ وغرامة مالية 100 فرنك فرنسي.

كتبي
حصاد عمري يتمثل في أفكاري وقناعاتي التي أودعتها كتبي ورغم أنني كتبت عن (كارل ماركس) و(فكر هيجل) و(النظرية المادية للمعرفة) و(ماركسية ضد العصر) حيث حاولت التقريب بين الوحدوية والشيوعية. فقد كتبت عن (حوار الحضارات) لأكشف كذب ادعاء مقولة صراع الحضارات وكذلك كتب (البديل) و(ملف إسرائيل) و(أحلام الصهيونية وأضاليلها) و(الأساطير المؤسسة للسياسية الإسرائيلية) وأخيرا كتاب (أمريكا طليعة الانحطاط)

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أحداث حماة عام 1964

صرفت الى رب الانام مطالبي ...

أنا من أريحا عروس الشمال