لغتنا الجميلة

بات تحقير اللغة العربية سياسة شبه رسمية في الوطن العربي عامة، لبنان خاصة.
في البداية لجأت الشركات التجارية إلى اللهجة العامية في إعلاناتها ودعاياتها السمجة.
وتفاقمت المسؤولية خطورة عندما بدأت بعض الوزارات والإدارات الرسمية تلجأ إلى العامية وكأنها لغة الدولة، "معتذرة" بان العامية أسهل في الوصول إلى الجمهور، كأنما الجمهور أمي ولا يعرف لغته وهي هويته.

هكذا بين العامية والاستخدامات المبسترة للغات الأجنبية إنكليزية وفرنسية يكاد المواطن اللبناني والعربي يستغني عن لغته المقدسة، باعتبارها اللغة المعتمدة في الكتب المقدسة للمسيحيين والمسلمين (الإنجيل والقرآن الكريم).

وفي حين عاد اليهود، الغربيون منهم قبل الشرقيين، إلى إتقان اللغة العبرية، أو حتى إلى تعلمها ليعلموها لأبنائهم، تمهيدًا لاحتلال فلسطين واعتمادها لغة دولة العدوان والاحتلال وتزوير هوية الأرض وتاريخها. فان العرب، العاربة منهم والمستعربين، قد هجروا لغتهم مرتين: الأولى حين ابتعدوا عن الفصحى بذريعة أنها صعبة ومهجورة وتعود إلى عصر مضى.
والثانية حين اعتمدوا اللغات الأجنبية. (فرنسية في البدايات ثم إنكليزية ومن بعد إنكليزية مؤمركة) لتعليم أبنائهم، مع تحقير متعمد ومتواصل للغتهم الأم، وهي بعض هويتهم الوطنية والقومية، فضلًا عن كونها لغة الشعر والثقافة والأدب والقرآن الكريم، منطلق ثقافة العرب والمصدر الأول لتعلمهم البيان والشعر.

وبين الظواهر المثيرة للسخرية والمعبرة عن احتقار الذات لجوء العديد من الآباء والأمهات إلى إطلاق أسماء غربية أو أسماء عربية أصلاً ولكنها محرفة بحيث يسهل نطقها أو كتاباتها على الأجانب.
ولا يخجل العديد من الآباء والأمهات من القول، في مجال الدفاع عن أنفسهم: ولماذا التعب على تعليم أولادنا العربية؟
 طالما إننا نعدهم للتصدير!
 فهمنا الأكبر الآن الحصول على فيزا للهجرة إلى أي بلد غربي يقبلنا… مع أفضلية مطلقة لأميركا بطبيعة الحال.

... طلال سلمان 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أحداث حماة عام 1964

صرفت الى رب الانام مطالبي ...

أنا من أريحا عروس الشمال