السيدة أم أحمد


    أصرت السيدة الخمسينية (أم أحمد)، من أهالي مدينة داريا، على زيارة بيتها الواقع شرقي المدينة، بعد أن سمحت القوات السورية بدخول المنطقة منذ أشهر قليلة.
وبعد قرار الإخلاء الذي حمل مقاتلي داريا إلى الشمال السوري، بدأت بلدية داريا أو ما يعرف بالمكتب التنفيذي، بمحاولة تأهيل المدينة بدعم من الحكومة السورية.
أم أحمد كانت قد تركت منزلها منذ الحملة العسكرية على داريا نهاية 2012، ليستقر بها الحال وعائلتها في العاصمة دمشق.
أربع سنوات قضتها السيدة أم أحمد، عانت وأسرتها الأمرّين في قبو سكني، قسمت جنباته بستائر قماشية، ليأوي عشرات العوائل المُهجّرة من مناطق مختلفة.
ويروي جيران السيدة أم أحمد عنها، أنها كانت جلدة صبورة، تواسي نفسها بأمل العودة إلى بيتها، الذي أفنت وزوجها، حياتهما، في تشيده، ليصبح أشبه بقصر صغير، قبل أن يغادراه مرغمين، بأشهر قليلة.
بعد أن سُمح لسكان المنطقة الشرقية في داريا، بالدخول، أصرت أم أحمد على الدخول لترى بيتنا، وهي تراهن على أنه بإمكانها تنظيفه والسكن فيه.
وذلك بعد أن أخبر أبو أحمد زوجته: بأن المنطقة التي يقع فيها المنزل، لم تشهد اشتباكات، وكانت تحت سيطرة الجيش منذ بداية المعركة، وبالتالي لم تتعرض للقصف.
اصطحب الزوج زوجته ، ودخلا إلى المدينة عبر حاجز للقوات السورية، وعندما لاح لهما باب المنزل، اتجها مسرعين نحوه، كالظمآن الذي وجد الماء بعد طول غياب، وعطش شديد.
وكان بانتظارهما بقايا بيت، قد جُرّد من كل شيء.. الأسلاك الكهربائية، الأبواب، والشبابيك، حتى البلاط تم خلعه وسرقته، مع جميع محتويات المنزل.
دقائق قليلة سادها الصمت، وقفت أم أحمد داخل بيتها، لتقع بعدها دون حراك، ونُقلت على إثر الحادث إلى المشفى، وبعد الفحوصات، تبين أنها أُصيبت بجلطة من هول الصدمة.
بقيت أم أحمد عشرين يوماً في المشفى، تحت العناية المركزة، لتفارق الحياة بعدها، تاركة زوجها وابنها المعاق، وطفلتها .
... منقول.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أحداث حماة عام 1964

صرفت الى رب الانام مطالبي ...

أنا من أريحا عروس الشمال