حتى في التقويم سوريا الاقدم

الأكيتو هو عيد رأس السنة السورية والذي يقابل الأول من نيسان من كل عام، وفي هذا العام 2017 نكون قد وصلنا إلى عام 6767 في التقويم السوري.
لغوياً (أكتيو) تشير الى موعد بذر وحصاد الشعير، والآثار التي تم اكتشافها في سوريا والعراق تبين أن أول عيد للأكيتو في التاريخ بدأ على شكل عيد للحصاد الزراعي، الذي كان ينُجز مرتين في السنة الواحدة، الاول في شهر نيسان، والثاني في شهر تشرين الاول.
وما يزال الآشوريين والسريان يؤرخون بهذا التقويم ويتقدم التقويم السوري بذلك على التقويم الهاشمي 5769 وبما يعني وجود نحو ألف عام بين التقويمين ، كما يعني أن الحضارة السورية ضاربة في أعماق التاريخ وكذلك يتقدم التقويم السوري على التقويم القبطي الذي يعد الآن 1725 والذي بدأ بحكم جوليانوس سنة 288 م وحتى إذا أضفنا إليه التقويم الفرعوني ( التوتية ) وهي تبلغ الآن 6250 وبما يعني أن السنة السورية تزيدها 500 عام ونرى أن يضاف التقويم السوري إلى التواريخ الصادرة في التقاويم العامة التي تذكر التواريخ الهجرية والميلادية بقسميها الشرقي والغربي .
كانت السنة السورية القديمة تبدأ في الأول من نيسان ( نيسانو في اللغة الآرامية ولا نزال نحتفظ بأسماء أشهرها إلى عصرنا الراهن في بلاد الشام ) سورية ولبنان والأردن وفلسطين كما تستخدم في العراق على حين لجأت بقية الأقطار العربية إلى استخدام التسميات الأوروبية مع بعض التعديلات .‏
وظل هذا التقويم قائماً عند الحضارات السورية المتعاقبة ومنها ممالك أوغاريت و إيبلا وماري وتدمر ودمشق ونقلت مع العرب فيما بعد إلى الأندلس وبقي السوريون يبدأون سنتهم في الأول من نيسان حتى وقت قريب وانتقل إلى التقويم الغربي بشكل نهائي في بداية القرن العشرين في عهد الانتداب الفرنسي .‏
وإذا عدنا إلى الكتب فسنجد دليلاً قوياً مدوناً يؤكد أن الأول من نيسان مطلع السنة السورية منذ ألف عام على الأقل ففي الجزء الثاني من الموسوعة التاريخية مروج الذهب يعود المسعودي المتوفي في عام 956 أسماء الأشهر السريانية المعروفة في بلاد الشام ويشير إلى عدد أيام كل شهر وصفاته من برودة وحرارة واعتدال ويبدأ الحديث بشهر نيسان .‏
كما يذكر أنهم كانوا يحتفلون أيضاً برأس السنة الميلادية ويصف المسعودي الاحتفالات التي تقام في أول كانون الثاني وأنهم كانوا يوقدون النيران وتظهر الأفراح والمآكل والمشارب في سائر بلاد الشام وبيت المقدس ومصر .‏
ولم يتخذ السوريون القدامى الأول من نيسان أول أيام سنتهم عن عبث بل لأنه البداية الحقيقية للحياة فبعد موسم البرد والمطر يأتي الربيع وتتفتح الأزهار وتكون أكثر نضارة في نيسان كما يخرج الناس إلى الحقول للتمتع بدفء الربيع وعلى هذا فالسيران الشامي له جذور قديمة وتشمل أيضاً الاحتفالات بقدوم الربيع كل شعوب الشرق .‏
وكانت الاحتفالات بقدوم الربيع تبدأ في يوم الاعتدال الربيعي وتستمر حتى يوم أول نيسان يوم رأس السنة السورية وكان يسمى عند الآشوريين عيد ( أكيتو ) ويرتبط الاحتفال به بنهاية موسم الأمطار وبدء الخصب و نمو الزرع والثمار .‏
وكانت تتخلل الاحتفالات طقوس دينية وشعائر وتقدم خلالها قرابين و مواكب احتفالية كبيرة وإقامة ألعاب رياضية ورقصات ويتقمص المشاركون فيها شخصيات بأقنعة تنكرية وتبلغ ذروة الاحتفالات بين الأول والحادي عشر من الشهر وفي منتصف هذه المدة كانت تقام الأفراح وتعقد طقوس احتفالات عقد زواج جماعي .‏
و نيسان هو الشهر الرابع من السنة الميلادية وأتى اسم هذا الشهر ( ابريل ) من الاسم اللاتيني ( ابريلز أو ايبرير ) التي تعني التفتح في إشارة كما يبدو لمظاهر الربيع التي تظهر في هذا الشهر أو من الكلمة الاتروسكية ( آيرو ) التي تعني آلهة الحب افروديت .‏
وفي بلاد الشام يسمى نيسان وهذا اسم دخل على اللغة الآرامية القديمة من اللغة الأكادية وأصل الكلمة في السومرية ( نيسانك ) وتعني الباكورة وتتألف من كلمتين ( ني ) وتعني شيء و ( سانك ) وتعني رأس الشيء أو أوله .‏
ويسمى نيسان في التقويم القبطي (برموده) وفي المغرب العربي يسمى شهر ( يبرير ) حسب التقويم الزراعي إلا أن بداية شهر ( يبرير ) تختلف عن بداية شهر نيسان في التقويم الجريجوري .‏
وكان (إبريل) هو الشهر الثاني من السنة في التقويم الروماني وكان يتكون من 29 يوماً حتى قام يوليوس قيصر ببدء التقويم أطلق عليه اسمه عام 45 ق . م وأصبح 30 يوماً وأصبح الشهر الرابع في السنة .‏
و في التقويم الياباني يسمى يوزوكي وفي اللغة الفنلندية يسمي الشهر هوهيتكو والذي يعني شيئاً متعلقاً بالزراعة .‏
بكل الاحوال سنة سوريا سعيدة يارب على الجميع.



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أحداث حماة عام 1964

صرفت الى رب الانام مطالبي ...

أنا من أريحا عروس الشمال