لا (قدس) بعد اليوم لنا؟

هل من حقنا أن نحزن؟ 

هل من حقنا أن نبكي أو نثور؟ أم ترانا اعتدنا على كسر الكرامة العربية وخلخلة وحدتها، هل أصبح ترامب متن هذا العالم وأصبحت فلسطين هامشه، ولذلك فإننا نجد العالم برمته يهدف إلى التشبث به، والابتعاد ما أمكنه ذلك عن الهامش، أي مفارقات هذه التي تكتنف عالمنا العربي والإسلامي، مهزومون نحن بفرقتنا، ومحكومة أمتنا بالاستبداد، لقد تغلغل ترامب في ثنايا ومفاصل هذه الأمة بسرعة فائقة و بدأ ينخر عظامها الهشة، ومشكلتنا الكبرى هي أن الكثيرين من أولي الأمر قد فتحوا له أبواب جسد الأمة العربية ليدخلها في هدوء ويقطع أوصالها.

في أمسية يوم الخميس الواقع في 7/12/2017 اعلن الرئيس الامريكي دونالد ترامب ان القدس عاصمة إسرائيل؟ ونقل السفارة الأمريكية اليها... ولكن للانصاف قام الرئيس الامريكى بإلاتصال بالرؤساء العرب عبد الفتاح السيسي رئيس مصر، والرئيس محمود عباس رئيس فلسطين، والملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، والملك الاردني عبدالله الثاني، والشهادة لله عبر هؤلاء عن قلقهم ... فقط قلقهم لقرار ترامب بتحويل السفارة إلى القدس.
المشكلة انه لم يأتي رد مناسب لمثل هذه القرارات حيث كما يعلم الجميع ان شرفاء العرب قد تم استئصالهم منذ زمن بعيد ولم يبقى لهم أثر، غير أن وعد الله باقي.
المهم من كل ما حدث ان نعرف كيف تفكر اسرائيل وكيف سيكون ردها على ما قد يقوم به العرب؟
وطبعاً هذا ان بقى في العرب رجال أو أشباه الرجال.
رغم انوف من أراد أو لم يرد لن يتهود مسرى النبي عليه أفضل الصلاة والسلام، بإمكانهم أن يقتلوا البشر و يفتونهم عن دينهم، بإمكان ترامب أن يقعد على كرسيه الوثير ويضحك على خيبات العرب، ولهؤلاء العرب أن يبكوا على أنفسهم عروبة أضاعوها ودينا لبسوا ثوبه و ظلت عقولهم مرعى للجرثومات اللا دينية، يبكوا على أنفسهم رجولة تحولت إلى دمى متحركة مقيدة بخيطان سريعة القطع.

لذلك نرى كيف تُواصل المصادر السياسيّة الإسرائيليّة التأكيد في تسريباتٍ إلى الإعلام العبري، على أنّه لا مفاجآت أعقبت إعلان ترامب عن القدس عاصمةً لإسرائيل، لا من الدول العربيّة، ولا من الدول الإسلاميّة، ولا من شرق أوروبا، ولفتت المصادر عينها إلى أنّه إذا كانت المشكلة تتركّز على دول أوروبا الغربيّة، فإنهم في إسرائيل لم يتأثروا بها، وستعمل على معالجتها، بحسب قول المصادر.
وفي هذه العُجالة، كشفت صحيفة معاريف العبريّة النقاب عن أنّ رئيس الوزراء الإسرائيليّ بنيامين نتنياهو سيتوجّه في الأسبوع المقبل إلى العاصمة البلجيكيّة، بروكسل، ليُشارك في جلسة وزراء خارجية الاتحاد الأوروبيّ، وسيعمل هناك على تخفيف حدة الرفض الأوروبي للقرار الأمريكيّ حول القدس، علمًا أنّه يتبوأ منصب وزير الخارجيّة أيضًا.
وغنيٌ عن القول إنّ اطمئنان إسرائيل، رغم حذرها وإجراءاتها الميدانية للحؤول دون تحوّل الاحتجاجات إلى انتفاضة ثالثة، يعود كما بدا من التعليقات والتسريبات العبرية إلى جملة أسباب، كان وزير الشؤون الاستخبارية يسرائيل كاتس قد أجملها بخلاصاتٍ واضحةٍ: الزعماء العرب يعتمدون على السياسة الأمريكيّة ويحتاجون إلى الأمريكيين، وكذلك يحتاجون إلى إسرائيل.
علاوة على ذلك، كشفت أمس القناة 12 في التلفزيون العبريّ (القناة الثانيّة سابقًا)، كشفت النقاب عن أنّ الزعماء العرب الأساسيين، أيْ الرئيس المصريّ عبد الفتاح السيسي، والملك الأردني عبد الله الثاني، وكذلك الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، كلهم متفقون على ضرورة العمل لتقليل أضرار إعلان ترامب، وعدم تحويل الموضوع إلى أزمةٍ مستمرّةٍ، على حدّ تعبير المصادر السياسيّة في تل أبيب، والتي وصفها التلفزيون الإسرائيليّ بأنّها رفيعة المُستوى.
مع ذلك، ورغم مستوى الاطمئنان المرتفع، أعربت مصادر أمنيّة إسرائيليّة عن خشية من إمكان التصعيد في أعقاب صلاة الجمعة اليوم، الأمر الذي استدعى من الجيش الإسرائيلي جاهزيةً خاصّةً لمواجهة الغضب الفلسطينيّ في أوّل جمعةٍ بعد إعلان ترامب، ومن ضمنها استدعاء عدد من الكتائب إلى الضفة الغربيّة المُحتلّة، وكذلك إصدار إجراءات وقواعد عمل ميدانية تهدف إلى احتواء رد الفعل الفلسطيني وتخفيف ما أمكن، بحسب ما ورد في صحيفة هآرتس، من الإصابات في صفوف المحتجين كي لا تكون الإصابات نفسها وقودًا لمزيد من الغضب، والتصعيد الفلسطينيّ الميدانيّ.

إلى ذلك، أصدرت وزارة الخارجيّة الإسرائيليّة تعليماتٍ خاصّةٍ إلى رؤساء البعثات والممثلات الدبلوماسيّة الإسرائيليّة في الخارج، تقتضي التقيد بها، في أعقاب الخطوة الأمريكيّة: تشجيع التصريحات العلنية المؤيدة للاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، في موازاة الدعوة إلى ضبط النفس والامتناع عن إطلاق تصريحات غير موزونة، والعمل على تسويق دعوة رئيس الوزراء لمزيدٍ من الدول إلى الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفاراتهم إلى المدينة، كما أكّدت المصادر في تل أبيب.
إلى ذلك، تساءل مُحلّل الشؤون العسكريّة في صحيفة (هآرتس) العبريّة، عاموس هارئيل، اليوم الجمعة، ما هو الثمن الذي سيُجبى جرّاء المُقامرة التي قام بها الرئيس الأمريكيّ بإعلان القدس عاصمةً لإسرائيل، وهل ستتمكّن الأخيرة من تخفيض الاشتعال المُتوقّع في القدس وفي الضفّة الغربيّة المُحتلّة. وساق قائلاً إنّ الأجهزة الأمنيّة الإسرائيليّة رفعت من درجة التأهب في أعقاب إعلان ترامب، لافتًا إلى أنّه في المرّة السابقة، عندما أقدمت إسرائيل على نصب بوابات أمام المسجد الأقصى المبارك تمّ احتواء الغضب الفلسطينيّ عن طريق الانضباط، ولكن، بحسب مصادره في المؤسسة الأمنيّة، فإنّ الغضب الساطع آتِ ولن يتمكّن الاحتلال من إخماد النار التي ستشتعل حتمًا، وبشكلٍ خاصٍّ بعد صلاة الجمعة في المسجد الأقصى، لافتًا إلى أنّ ما يزيد الطين بلّةً أنّه لا يوجد أيّ أفقٍ لتجديد المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين، على حدّ قوله.
المُحلّل الإسرائيليّ نقل عن المصادر عينها قولها إنّ الخشية لدى المؤسسة الأمنيّة تكمن في أنْ تندلع المُواجهات بين الاحتلال وبين الفلسطينيين في القدس المُحتلّة، وفي الضفّة الغربيّة، وأيضًا في الداخل الفلسطينيّ، الأمر الذي يُحتّم على صنّاع القرار في تل أبيب انتهاج سياسةٍ متزنةٍ، ولكنّها حازمة في نفس الوقت.


ولفت المُحلّل إلى أنّ القائد العّام لهيئة الأركان بالجيش الإسرائيليّ، الجنرال غادي آيزنكوط، قال أوّل من أمس في محاضرةٍ ألقاها في تل أبيب إنّ مسؤولاً فلسطينيًا اجتمع إلى مسؤولٍ إسرائيليّ بعد تهدئة الأمور عقب أزمة إغلاق بوابات الأقصى، وقال له بالحرف الواحد إنّ تصرّف الجيش المُنضبط والواقعيّ في ذلك الوقت، والتفريق بين السكّان الأبرياء وبين الـمُخربين، كان السبب الرئيسيّ، الذي منع انتفاضةٍ ثالثةٍ، على حدّ تعبيره.
لذلك لا أمل في عرب يحكمها حكام أدوا فرض الطاعة إلى أمريكا وتم دفع الفدية لهم وهم صاغرون، لذلك لا رد على ماحدث وقد انتهى الأمر وذهبت القدس مع جرة قلم ترامب، لذلك ومن الاخر القدس بالنسبة لنا أرض الأنبياء ومسرى الرسول وقوة روح استطاعت أن تواجه الرصاص بالحجارة. القدس بالنسبة لنا معنى وليست خارطة. نعم  الله غالب؟


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أحداث حماة عام 1964

صرفت الى رب الانام مطالبي ...

أنا من أريحا عروس الشمال