للقدس رب يحميها ...

كولدا مائير، رئيسة وزراء الكيان الصهيوني أثناء حرب عام 1973، حيث تقلدت منصب رئيس الوزراء عام 1969.
مما سئلت عنه وذكر في مذكراتها عن العرب تحديداً كان التالي:
سئلت عن أسوأ يوم واسعد يوم في حياتها فقالت: أسوأ يوم في حياتي يوم أن تم إحراق المسجد الأقصى؛ لأنني خشيت من ردة الفعل العربية والإسلامية، وأسعد يوم في حياتي هو اليوم التالي؛ لأنني رأيت العرب والمسلمين لم يحركوا ساكنا.

وعندما حذروها بأن عقيدة المسلمين تنص على حرب قادمة بين المسلمين واليهود سوف ينتصر فيها المسلمون عند اقتراب الساعة فقالت: أعرف ذلك، ولكن هؤلاء المسلمين ليسوا من نراهم الآن، ولن يتحقق ذلك إلا إذا رأينا المصلين في صلاة الفجر مثلما يكونون في صلاة الجمعة.
وعن نظرتها التوسعية حين وقفت على شاطئ خليج العقبة قالت: إني أشم رائحة أجدادي في خيبر.
أورد تلك الأقوال بسبب صدق نبوءة كولدا مائير عن العرب والمسلمين، وخاصة في حادث جلل كيوم اعتراف ترامب بالقدس عاصمة إسرائيل، وكيف سيكون الرد على مثل هذا القرار، المشكلة كنا نعول على ردود فعل تناسب الحدث ولكن هيهات لم يحدث شيء.
وخاصة انتظرنا خطباء المساجد في المسجد الحرام والمسجد النبوي، وعلاقتهما الوثيقة مع المسجد الأقصى ألم يقل لنا رسولنا محمد صلّ الله عليه وسلم (لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى).
غير أن الأمر حدث وانتهى ولسان حال الخطباء يقول للقدس رب يحميها؟

فقد اكتفى إمام وخطيب المسجد الحرام ماهر بن حمد المعيقلي، بجملة واحدة في بداية خطبته عن القدس تناول فيها فقط ما أسماه دور السعودية في التضامن مع المسلمين وحماية مقدساتهم.
وقال المعيقلي: إن المملكة كانت ولا تزال تؤكد على الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الكريم، سائلا الله تعالى أن يوفق خادم الحرمين الشريفين، وقادة بلاد المسلمين، لما فيه خير للإسلام والمسلمين، وفق الخطبة.
واقتصرت خطبة المعيقلي بعد ذلك على قضية بر الوالدين والوفاء بالعهد.

وفي المدينة المنورة، تحدث إمام وخطيب المسجد النبوي عبد الله البعيجان في خطبة الجمعة عن تعاقب فصول السنة والعبر المستخلصة من تعاقبها، دون أن يتطرق أبدا إلى قضية القدس حسبما أفاد المركز الفلسطيني للإعلام.

وفي تغريده محمد العريفي على توتير يوم 10/12/2017 عن حكم المسح على الجوارب الشفافة، وقال إن العلماء اختلفوا في حكم المسح عليها، وأن الراجح هو الجواز لأن المقصود هو التخفيف والتسهيل، كما قال الشيخ بن عثيمين. هل نسى ما يحدث في القدس؟ أو لم يصل إليه خبر نقل السفارة الأمريكية للقدس.
القدس راحت وأنت تتكلم عن المسح على الجوارب يجوز أو لا يا عريفي؟

يأتي ذلك في وقت تسود فيه حالة غليان شديدة الأراضي الفلسطينية المحتلة والدول العربية والإسلامية على خلفية إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأربعاء 6/12/2017، القدس المحتلة عاصمة لكيان الاحتلال الإسرائيلي، ونقل السفارة الأمريكية لدى الكيان إلى المدينة المقدسة.
وهذا يخالف حتى قرارات الأمم المتحدة حول هذا الموضوع الذي يجعل من القدس أرض محتلة يجب أن تعود إلى فلسطين. 

هذا وكشفت مصادر سعودية مطلعة اليوم الجمعة بأن الديوان الملكي السعودي أصدر تعليمات مشددة لجميع وسائل الإعلام التي يسيطر عليها تقضي بعدم التركيز على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القاضي بأن القدس عاصمة لإسرائيل، والتركيز على برامج أخرى غير سياسية.

والملاحظ لوسائل الإعلام السعودية الرسمية خلال الـ 24 ساعة الماضية، يجد أن هذا الإعلام لم يعط اهتماماً بقرار الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الاعتراف بالقدس كعاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي ونقل سفارته إليها، إذ جاء مستوى الإدانات والشجب خجولاً، عكس المرتجى.

واستقرت ردود الفعل عند البيان الذي تلا اتصال الملك سلمان بترامب وبيان الفجر من الديوان الملكي في نشرتها الإخبارية، اللذين لم يكونا بحجم التطلعات، وحملا استنكاراً لخطوة ترامب، من دون خطوات بارزة من دولة تعد قلب العالميْن العربي والإسلامي.

ورأى مراقبون أن السعودية، قد تنازلت في ملف القدس لأجل مصالح شخصية لولي العهد الأمير محمد بن سلمان، عبر وسيطه مع الإسرائيليين، صهر ترامب، جاريد كوشنير، غير عابئ بما قد ينتج عن هذه الخطوة من ارتدادات في الدول العربية، لتضاف إلى مغامرات الأمير غير المحسوبة.


هذا وقال الكاتب البريطاني ديفيد هيرست في مقال بموقع ميدل إيست آي البريطاني إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب لم يكن ليقدم على قراره بشأن القدس لولا الدعم الغريب والطارئ الذي تلقاه من محور الطغاة العرب بما فيهم حكام السعودية والإمارات والبحرين ممن وصفهم بـ (الصبية العابثين).


لذلك تجدنا لا نعول كثيراً على هؤلاء فقد وصل العرب من الذل والهوان ما وصلوا إليه، وكله من اجل السلطة والجاه أما الشعوب فلهم الله ...

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أحداث حماة عام 1964

صرفت الى رب الانام مطالبي ...

أنا من أريحا عروس الشمال