الإسلام في التوراة

   أفردت التوراة فصولا عديدة عن الحرب، وقالت إن الحرب الحقيقية سوف تندلع بيننا وبين المسلمين ستكون الغلبة لهم وهذا التناقض الواضح بين التوراة وبين المتصهينين الجدد فسر خوف الغرب من الإسلام، انه لا سبيل لإصلاح بلاد المسلمين إلا إذا طبقت الخلافة الإسلامية وهي المصدر الأساسي للتوجيه السياسي والاجتماعي، وهذا كفيل بتحرير بلاد الإسلام من القوانين والأنظمة المستوردة من أوروبا وأمريكا وإعادة أمجاد المسلمين ونشر الإسلام في ربوع العالم وفتح بلدان لم يصلها الإسلام ولم يطبق بها. هذه النظرة دفعت الكثير من مفكري الغرب لرسم سياسات دولهم وحذرت في الوقت نفسه من أن التهاون في ردع المد الإسلامي المتنامي سيقضي حتما على مصالح أوروبا وأمريكا و يعيد لهذه الأمة الخوف من الإسلام، ففتح الأندلس و وصول الإسلام إلى أبواب فرنسا ما زال خالدا في عقولهم حتى هذه اللحظة لم يكن محاربة الحجاب في فرنسا ومنع تشييد المآذن في سويسرا مجرد نزوة فهو من أجل تحجيم الإسلام ومحاولة القضاء عليه، إذاَ الحرب الدائرة اليوم سواء كانت عسكرية أو اقتصادية أو كلامية هي عبارة عن حرب أيديولوجية بامتياز، هذا فضلا عن تقويض بلاد الإسلام ونهب خيراتها كما هو حاصل اليوم فلا نفط ولا حدود ولا حتى قرار ينعم به المسلمون، فالوحدة السياسية الإسلامية هي لب الصراع، فالسياسة الغربية تتمثل في محاصرة الفكرة التي تخيفهم، نتيجة ذلك حوصر الإسلام داخل حدود مصطنعة ولم تسلم تلك الحدود ولم تترك بحالها، بل نصب عليها أمراء تابعون لأمريكا و أوروبا وبقية بلاد العرب والمسلمين ترزح تحت وطأة الاستعمار منذ أن انهارت الدولة العثمانية حتى اللحظة، ورغم الاستقلال الصوري الذي حصلت عليه بلاد المسلمين بعد استعمارها لا يسعنا إلا أن نقول ما زالت تئن تحت نير التبعية وخشية الحكام من الحروب وما ينجم عنها.

تعليقات

  1. لابد من القول ان الامر ليس مجرد تصور مسبق عما سيكون انما هو عمل متواصل يبدأ منذ زمن بعيد ويستمر إلى المستقبل البعيد أيضاً

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أحداث حماة عام 1964

صرفت الى رب الانام مطالبي ...

أنا من أريحا عروس الشمال