أردغان

الشارع التركي يدرك تماماً أن من يحكمه دكتاتور وطاغية ,لا يتوانى عن حياكة المؤامرات وضرب أمن بلاده في سبيل الحفاظ على سلطته. ففي سلسلة التفجيرات الإرهابية التي ضربت العاصمة انقرة وإستنبول خرجت تقارير عديدة  أشارت  الى ان 70% من الشعب التركي وجه أصابع الاتهام الى سلطات بلاده القيام بها والتي راح ضحيتها العشرات من المدنيين ,ليتسنى له بعد ذلك إحكام قبضته الأمنية على البلاد ومنع إي إطاحة بحكمه .
وفي مشهد أمس نجح
اردوغان في عكس الصورة الحقيقية لحكمه والظهور أنه يتمتع  بحاضنة شعبية مؤيدة هذا اولاً ,واعطى لنفسه شرعية القيام بعملية تطهير واسعة واغتيالات واعتقالات وحتى نفي لاعدائه, من جنرالات الجيش  والسياسيين وحتى الأحزاب وتشديد قبضته الأمنية بشكل أكبر على البلاد تحت مسمى محاربة الإرهاب.
الأمر اللافت والملاحظ في الانقلابات العسكرية انها تحدث في حال تواجد رئيس الحكومة خارج البلاد , الرواية متناقضة مع حالة  أردوغان  المعروف بسفره الدائم خارج البلاد وحسب قناعتي أستبعد أن يكون تواجده امس محض صدفة  ,فاردوغان انقلب على نفسه ليحافظ على سلطته وكانت رسالة لأعدائه مفادها ان كل خيوط اللعبة بيده يتحكم بها كيفما شاء  من جهة , ومن جهة أخرى اجهض آمال شعبه  في انقلاب قد يغير دفة الحكم في البلاد  غير انها تحطمت بنجاح  أردوغان  في تحقيق ما خطط له .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أحداث حماة عام 1964

صرفت الى رب الانام مطالبي ...

أنا من أريحا عروس الشمال